بسم الله الرحمن الرحيم
أ- البحث في اتصال السند
يأتي الباحث الآن إلى البحث على إمكانية اللقاء والاتصال بين رواة هذا الحديث. ويدرك اتصال السند بإمعان النظر إلى ثلاثة طرق:
الطريقة الأولى: معرفة تواريخ الوفيات
وتفصيل ذلك على ما يلي:
1) سلمان بن عامر بن أويس : لا تعرف سنة وفاته
2) أم الرائح بنت صليع : لا تعرف سنة وفاته
3) حفصة بنت سيرين : توفي بعد المائة هـ
4) أبو نعامة العدوي : توفي سنة إحدى وثلاثين ومئة هـ
5) غالب بن قران : مجهول، لا تعرف سنة وفاته
6) نصر بن علي : توفي سنة احدى وخمسين ومئتين هـ
7) خلف بن عبيد الله : لا تعرف سنة وفاته
بعد ما بحثنا عن تواريخ وفيات الرواة بمطالعة كتب التراجم وإذا نظرنا أيضا إلى تلك تواريخ الوفيات، فاحتمل أن يكون الإنقطاع بسبب راو مجهول، ومن ثم فالسند محمول على الإنقطاع .
الطريقة الثانية: بالنظر إلى صيغ الأداء أو ألفاظ التحمل
يدرك اتصال السند بالنظر إلى صيغة الأداء أو ألفاظ التحمل. قال السيوطي (المتوفى 911هـ): بيان أقسام طرق تحمل الحديث ثمانية، وهي: السماع من لفظ الشيخ وهو إملاء وغيره من حفظ ومن كتاب، والقرأة على الشيخ، والإجازة، والمناولة، والكتابة، والإعلام، والوصية، ثم الوجادة.[1] وقد تقرر في علم مصطلح الحديث أن صيغة التحديث تدل على السماع من لفظ الشيخ مما يدل على الإتصال.[2] وتفصيل ذلك كما يلي:
1) سلمان بن عامر الضبي سلمان بن عامر الضبي عن رسول الله r أنه كان يقول "صدقة ذي الرحم على ذي رحمه صدقة وصلة".
2) أم الرائح بنت صليع : عن
3) حفصة بنت سيرين : عن
4) ابو نعامة العدوي : ثني
5) غالب بن قران الهذل : ثنا
6) نصر بن علي : ثنا
7) خلف بن عبيد الله : ثنا
ومن حيث صيغة التحمل والأداء فهذا السند يستعمل صيغة "حدثنا" و"عن". أما صيغة "حدثنا" فتعتبر أعلى مراتب صيغ التحمل كما قاله السيوطي في ألفيته،[3] ويلاحظ أن عنعنة الراويين السابقين أعني ام الرائح وحفصة بصيغة "عن" محمولة على الإنقطاع, لكن حسب تتبع الباحث أن ابن حجر العسقلاني لم يصفهما بالتدليس كما ورد في كتابه[4] بل نقله في التهذيب أن ابن حبان ذكر ام الرائح في الثقات[5] واستشهد بها البخاري وروى لها الباقون سوى مسلم. [6] وأما حفصة قال عنها يحيى بن معين أنها ثقة حجة وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة.[7] والحاصل من هذه الجهة أن الحديث مرفوع متصل إلي النبي r.
الطريقة الثالثة: تتبع شيوخ الرواة وتلاميذهم
وهذا كما تقدم ذكره في البحث عن تراجم الرواة. فلذلك، سند الحديث "متصل" بالنظر إلى التتبع بين هؤلاء الرواة من جهة الشيوخ والتلاميذ.
6. الخلاصة في اتصال السند
بعد أن نبحث عن اتصال السند فالنتيجـة كما يلي: كان السند "متصلاً" بالنظر إلى طريقة صيغ الأداء والتتبع بين هؤلاء الرواة من جهة الشيوخ والتلاميذ فالحديث مرفوع متصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ب- البحث في عدالة الرواة وضبطهم
قبل أن نبحث تراجم هولاء الرواة ضبطهم وعدالتهم، وقف الباحث علي بحث ستة رواة في هذا الإسناد يعني سوى سلمان بن عامر رضي الله عنه لأنه صحابي جليل. والصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم أجمعين كما قاله علماء الحديث،[8] بناء على ذلك، فلا حاجة لنا إلى البحث عن الجرح والتعديل عنه. وهؤلاء الرواة على ما يلي:
1) أم الرائح بنت صليع
كما نقله ابن حجر في التهذيب أن ابن حبان ذكرها في الثقات[9] واستشهد بها البخاري. وروى لها الباقون سوى مسلم. [10]
2) حفصة بنت سيرين
قال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين ثقة حجة وقال أحمد بن عبد الله العجلي بصرية ثقة. [11]
3) ابو نعامة العدوي
قال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال محمد بن سعد: كان ثقة أن شاء الله. وقال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل ثقة إلا أنه اختلط قبل موته وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين ثقة وكذلك قال النسائي وقال أبو حاتم لا بأس به وذكره بن حبان في كتاب الثقات. روى له مسلم وأبو داود في والترمذي في الشمائل وابن ماجه.[12]
4) غالب بن قران
5) نصر بن علي
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي عن نصر بن علي وأبي حفص الصيرفي أيهما أحب إليك؟ قال نصر أحب إلي وأوثق منه وأحفظ منه قلت لأبي فما تقول في نصر بن علي قال ثقة وقال النسائي وبن خراش ثقة. [15]
6) خلف بن عبيد الله
شيخ الطبراني لم أجد ترجمة هذا الراوي ، لكن الباحث –كما سبق- وجد اسم هذا الراوي مكررا في ثلاثة المعاجم للطبراني والحلية لأبي نعيم.
[1] الحافظ جلال الدين السيوطي، تدريب الراوي في شرح تقريب النووي، تحقيق: محمد أيمن بن عبد الله الشبراري، (القاهرة: دار الحديث، 2004 م)، ص 304.
[4] ابن حجر العسقلاني، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1987م).
[6] يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، تهذيب الكمال، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1980 مـ)، ج. 35، ص. 171.
[7] يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، تهذيب الكمال، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1980 مـ)، ج. 35، ص. 151-152.
[8] محمود الطحان، تيسير مصطلح الحديث، (سورابايا: الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع)، ص. 199.
[9] شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، (بيروت: دار الفكر، 1984 مـ)، ج. 3، ص. 246.
[10] يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، تهذيب الكمال، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1980 مـ)، ج. 35، ص. 171.
[11] يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، تهذيب الكمال، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1980 مـ)، ج. 35، ص. 151-152.
[12] يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، تهذيب الكمال، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1980 مـ)، ج. 22، ص. 180-181.
[13] عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج، الضعفاء والمتروكين، (دار الكتب العلمية: 1406هـ)، ج. 2، ص245، رقم 274.
[14] زين الدين عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير، (بيروت: دار الكتب العلمية،1994 مـ) الطبعة الاولى، ص. 255، ج. 4. رقم .4994.
[15] يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي، تهذيب الكمال، (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1980 مـ)، ج. 29، ص. 355-356.
