بسم الله الرحمن الرحيم
أ- الخلاصة في عدالة الرواة وضبطهم
بعد أن نبحـث على أقوال العلماء فيما يتعلق بــ "الجرح و التعديل" عن هذه الرواة، هذا مما تقدم فنأتي بخلاصة هذا البحث، كما يلي:
1) سلمان بن عامر بن أويس : صحابي جليل
2) أم الرائح بنت صليع : أحد التابعين، ثقة
3) حفصة بنت سيرين : ثقة حجة
4) أبو نعامة العدوي : ثقة
5) غالب بن قران : مجهول ضعيف
6) نصر بن علي : ثقة
7) خلف بن عبيد الله : شيخ الطبراني
أ- الحكم على سند الحديث
فقد وصل الباحث إلى نهاية البحث وهو الحكم على هذا الحديث فقد تعسّر الباحث في هذه الفقرة. وإن هذا أجهد الأمور على الباحث القاصر، ومعلوم أن هذا وظيفة الحفاظ والمحدثين وليس في ذلك نصيبا للباحث. ولكن بالنظر إلى ما تقدم من بحث تراجم الرواة وعدالتهم وضبطهم يمكن أن يقول الباحث في الحكم على هذا الحديث، وهذا فيما يلى:
أولا : أن هذا الحديث الذي بصددنا حسب نسبته "مرفوع " إلى النبي r.
ثانيا : أن هذا الحديث حسب الرواية "متصل السند".
ثالثا : من حيث عدالتم وضبطهم أن رجال هذا الحديث كلهم ثقات إلا غالب بن قران وهو مجهول ضعيف.
فاستدل واستنتج الباحث الضعيف و استنبط أن حكم هذا الحديث "إسناده ضعيف"، قال المناوي وقول المصنف صحيح غير صحيح[1] رمز المصنف لصحته وهو خطأ لذهوله عن قول الحافظ الهيثمي وغيره فيه غالب بن قران وهو ضعيف.[2]
وإن كان حكم هذا الحديث الذب بصددنا "ضعيف" حسب رواية الطبراني ولكن حكم هذا الحديث يرتقي إلي حسن لغيره لأنه قد تعددت إليه طرق الحديث الصحيح. وحسن لغيره كما قال الطحاوي هو الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه ويستفاد من هذا التعريف أن الضعيف يرتقى إلى درجة الحسن لغيره بأمرين احدها: أن يروي من طريق آخر فأكثر، على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه.[3]
هذا ما يستطيع الباحث علي بحث ما في الحديث من الدراسة في السند والحكم علىه وغيرهما حسب استطاعته، والله تعالى أعلم.
ب- فقه الحديث
صدقة أحد على قرابته صدقة وصلة أي فيها أجران يعني أجر صدقة وأجر صلة بخلاف الصدقة على الأجنبي ففيها أجر واحد يعني أجر صدقة قط، كما قال زين الدين عبد الرؤوف المناوي في كتابه فيض القدير: هذا الحديث فيه التصريح بأن العمل قد يجمع ثواب عملين لتحصيل مقصودهما به فلعامل له سائر ما ورد في ثوابهما بفضل الله ومنته. [4]
ومن هذا البحث أيضا إشارة إلي أن هذا الحديث يرشدنا إلي قول الله عز وجل في سورة البقرة اية، 177: ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون.
إضافة إلي هذه الأية الكريمة أن إيتاء المال على حبه شعبة من شعب البر قال الشعراوي في تفسيره:[5] تأمل إذن الحث على البر تجد أن أول ما جاء فيه هو إيتاء ذوي القربى؛ لأن لهم مكانة خاصة.
وقد تكلم رسول الله r في كثير من أفضلية الصدقة والصلة منه ما رواه الشيخان[6]أن رسولالله r قال: من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه، وروي أيضا بمثله أبو داود.[7]وفي رواية أخرى قال النبي r: (إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قامت الرحم فقال من؟ قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت بلى يا رب قال فذالك لك) أخرجه الشيخان.[8]وفي رواية مسلم[9] قال النبي r: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله).
[1] زين الدين عبد الرؤوف المناوي، التيسير بشرح الجامع الصغير، (الرياض: مكتبة الإمام الشافعي 1988م)، الطبعة: الثالثة، ص. 174، ج. 2.
[2] زين الدين عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير، (بيروت: دار الكتب العلمية، 1994 مـ)، الطبعة الاولى، ص. 255، ج. 4. رقم .4994.
[4] زين الدين عبد الرؤوف المناوي، فيض القدير، (بيروت: دار الكتب العلمية: 1994 مـ)، الطبعة الاولى، ص. 255، ج. 4. رقم: 4994.
[5] محمد متولي الشعراوي، تفسير الشعراوي، مطابع أخبار اليوم ، ليس على الكتاب الأصل - المطبوع - أي بيانات عن رقم الطبعة أو غيره، غير أن رقم الإيداع يوضح أنه نشر عام 1997 م.
[6] محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، صحيح البخاري،كتاب الأدب، باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم، (بيروت: دار ابن كثير، اليمامة: 1407 – 1987)، الطبعة الثالثة، ج. 18، ص. 386، رقم الحديث: 5527. مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، د.ت)، ج. 12، ص.411، رقم الحديث: 4639.
[7] أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستان، سنن أبي داود ، كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم ، (بيروت: دار ابن حزم، 1997م)، الطبعة الأولى، ج. 2، ص. 219، رقم الحديث: 1693.
[8] محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري، صحيح البخاري،كتاب الأدب، باب من وصل وصله الله، (بيروت: دار ابن كثير، اليمامة: 1407 – 1987)، الطبعة الثالثة، ج. 18، ص. 388، رقم الحديث: 5528. مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، د.ت)، ج. 12، ص.406، رقم الحديث: 4634.
[9] مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، كتاب البر والصلة والآداب ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، د.ت)، ج. 12، ص.407، رقم الحديث: 4635.
