وبما قدمناه يعلم أن القهوة لم تكن -قطعًا- على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه ليس عنه ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين نص في مدحها أو ذمها؛ فما ذكر من أن الملائكة تستغفر لشاربها كلام باطل مقطوع ببطلانه ونكارته، وكذا ما يذكر من أن من يكره شربها ممسوس فهو من الأقوال المنكرة الباطلة، التي لا أصل لها، وكم من الفضلاء ممن يكرهون شرب القهوة، وكم منهم من يتعاطاها، والخلاصة: أنها من الشراب المباح الذي لا يمدح ولا يذم.
فالقهوة لم تعرف إلا في حوالي عام 800 م والرسول ﷺ توفى في عام 633 م.
وبلغت القهوة مكةَ فشربها بعض الأشياخ والقضاة، وارتاب فيها أئمة آخرون، أمَّا من شربها فرآها شرابًا حلالًا طيبًا مما أخرجته الأرض بإذن الله، والله يقول: ﴿ خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 29]
والله أعلم.