*تابعونا في سلسلة الدروس النافعة، حلقات متسلسلة في العقيدة على طريقة أهل السنة وفي الفقه وبعض أحكام الاسلام التي نحتاج إليها في حياتنا،٢/٢*
تابع....
مرفق صوتي، الدرس ٨
▪سلسلة تعليم الضروريات
*الإِيِـمَان بالأنْـبِـيَـاء*
وَيَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ كُلَّ نَبِىٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ الله يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُتَّصِفًا بِالصّـِدْقِ وَالأَمَانَةِ وَالْفَطَانَةِ، يعني أَنَّ كُلَّ نَبِىٍّ مِنْ أَنْبِيَاءِ الله صَادِقٌ لاَ يَكْذِبُ وَلَو كَذْبَةً وَاحِدَةً لاَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَلاَ بَعْدَهَا.
🔻وَكُلٌّ مِنْ أَنْبِيَاءِ الله أَمِينٌ لاَ يَخُونُ، لاَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَلاَ بَعْدَهَا.
🔻وَكُلٌّ مِنْهُمْ ذَكِىٌّ، قَادِرٌ عَلَى إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَى الْكُفَّارِ، بَلْ هُمْ أَذْكَى خَلْقِ الله قَاطِبَةً.
🔻وَلاَ يَأْتِى أحدٌ من الأنْـبِـيَـاء الأَفْعَالَ الرَّذِيلَةَ كَتَتَبُّعِ النّـِسَاءِ فِى الطُّرُقَاتِ وَشُرْبِ الْخَمْرِ.
🔻وَلاَ يَصْدُرُ مِنْهُ سَفَاهَةٌ، وَهِىَ ضِدُّ الْحِكْمَةِ مِثْلُ أَنْ يَسُبَّ الشَّخْصُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فهَذَا يُقَالُ عَنْهُ سَفِيهٌ.
🔻وَيَسْتَحِيلُ عَلَى أَنْبِيَاءِ الله بَلاَدَةُ الذِّهْنِ أَىِ الْغَبَاءُ.
🔻كَمَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمْ أَيـَّةُ صِفَةٍ مُنَفّـِرَةٍ، إِنْ كَانَ فِى الْخِلْقَةِ- كَالأَمْرَاضِ الْمُنَفّـِرَةِ -أَو فِى الأَخْلاَقِ.
🔻وَكَذَلِكَ يَسْتَحِيلُ عَلَيْهِمُ الْجُبْنُ، وَعَدَمُ التَّبْلِيغُ.
🔻والـنَبِيُّ مِـنَ الأنْـبِـيَـاءِ لا يصدر منه كفر لا قبل النبوة ولا بعدها. لذلك ما يقولُه بعض الناس عن إبراهيم عليه السلام أنه مرّت عليه مدةٌ عبدَ فيها النجمَ ثم القمرَ ثم الشمسَ كَذِبٌ على إبراهيم وافتراء. والآيةُ التى يستندون إليها ليقولوا ذلك ليس معناها كما يَزْعُمُون، إنما قولُ إبراهيم عليه السلام: {هذا رَبّى} هو على وجه الإنكارِ على قَومِهِ وليس موافَقَةً لهم على ذلك، أَىْ كَأَنَّهُ يَقُولُ "أَهَذَا رَبّـِى كَمَا تَزْعُمُونَ؟! هَذَا لاَ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ إَلَهًا." هذا فى لغة العرب يقال له استفهامٌ إنكارِىٌّ.
🔻كذلك يستحيلُ على الأنبياء الكبائرُ قبل النبوة وبعدَهَا…
لذلك فإِنَّ قَتْلَ موسَى لذلك الشخص الذى قَتَلَهُ ما كان ذنبًا كبيرًا، ذلك الشخصُ ما كان مسلمًا، وموسى ما قَصَدَ قتلَهُ، إنما وَكَزَه أى ضَرَبهُ بقبضة يده وهو يظنُ أنَّه لا يموت من ذلك لكنه مات، فنَدِم موسى عليه السلام لأنه قاتل قبل أن يُؤْمَرَ بالقتال.
🔻كذلك لا يجوزُ على الأنبياء صغائرُ الخِسَّة، مثلُ سَرِقَةِ لُقْمَةٍ أو حَبَّةِ عِنَب، فهذه معصية صغيرة لكن تَدُل على خِسَّةٍ أى دناءةٍ فى نفس فاعلها، فالأنبياءُ معصومونَ من ذلك قبلَ النبوةِ وبعدَها.
فَيُعْلَمْ مِمَّا تَقَدَّمَ أن معصيةَ سيِّدِنا ءادم لم تكن كبيرةً من الكبائر، إنما كانت معصيةً صغيرةً ليس فيها خسةٌ ولا دناءةٌ، كما قال الإمامُ الأشعرىُّ وغيرُه.
و الـنَبِيُّ مِـنَ الأنْـبِـيَـاءِ إذا صدر منه معصيةٌ صغيرةٌ ليس فيها خسة يتوبُ منها فورًا قبل أن يقتدِىَ به الناسُ فى ذلك.
فما يقولُه بعضُ الناس من أنَّ سيّدَنا يُوسفَ أراد أَنْ يَزْنِىَ بامرأةِ العزيز هو كلامٌ فاسدٌ، لأنَّ هذا فعلٌ خَسِيسٌ لا يليقُ بنبِىٍّ من أنبياء الله تعالى، والآيةُ التِى يُسِىءُ بعضُ الناس تَفسيرَهَا لينسبوا إرادةَ الزنا إلى سيدنا يوسف معناها غيرُ ما يَزْعُمُون.
قال الله تعالى: ﴿ ولقد هَمَّت به وهَمَّ بها لولا أن رأى برهانَ ربّـِـه ﴾،
- فمعنى ﴿ ولقد هَمَّتْ به ﴾ أرادت الزنا،
- ﴿ وَهَـمَّ بها لولا أن رأى برهانَ ربّـِه ﴾ أى لولا أن اللهَ تعالى عَصَمَهُ لكان هَمَّ بها، لكنَّ اللهَ عصمَه فلم يَهِمَّ أصلًا، أى لم يقعِ الهَمُّ أصلًا من سيدنا يوسف عليه السلام، ثم الأنبياء معصومون من مجرد النظرِ بِشهْوَةٍ إلى الأجنبية، فمستحيل عليهم إرادة الزنا والعزم عليه.